ShareThis

الاثنين، 27 يونيو 2011

في حضرة التاريخ - قصيدة للثورة السورية للشاعر عبد الرحمن يوسف


في حضرة التاريخ
يتواضع التاريخ ثم يعود ثانية إلى صلفه
ونقيم في تقتير واقعنا وموقعنا
وتاريخ الجدود يعيش في ترفه
يقسو علي الدهر.. لا فرقٌ ..فكم قد عشت في شظفه
ويسير موكبنا الى مستقبل زاه
ويظهر فجأة فخ من التاريخ يوقفنا بمنعطفه
لو سلم الاجداد في الماضي الى اجدادهم ذلا
لما امسكت هذا المجد من طرفه
قد يكره التاريخ واقعنا ...ولكن لن يقيم اليومُ في غرفه
قد لمت تاريخي على تاريخه وكسرت خوفا حاكما جدي
وما شككت في شرفه
جدي تمثل جده اسِفا لذاك تراه امضى العمر في اسفه
هل يتبع الاحفاد جدا بات في خرفه؟
جدا يقيم الخوف في اوصاله حتى إذا ادى إلى تلفه
وتراه لام على الحفيد شجاعة لم تبدُ في سلفه
نحيا بما يُحيي من التاريخ واقعنا.. ولن نحيا على جيفه
شعر على سائر الظلّام قد شهد
يسلّ احرفه للنيل او بردى
الشعر بشّر بالتغيير ممتدحا شعبا لغير اله الكون ما سجدا
يرى الرئيس كجرذ في مخابئه وإن بدا كاذبا في وجهه اسدا
مضى رئيس كأن الناس تعبده وورّث الأرض والاموال والبلد
والشعب يعرف مخلوقا وخالقه فالله في عزه لم يتخذ ولدا
جيل يرى الرفض نبلا لا مغامرة
وغيره قد بدا في النبل مقتصدا
يواجه النار بالتصميم مبتسما والله يرسل من علياءه مددا
اطفاله زرعوا كالنخل انفسهم طوبى لمن لتمور النخل قد حصدا
يغريك واقعك الضئيل بقتل ارواح رخاص
في حضرة التاريخ ينطلق الرصاص
في قلب ذي الاطفال غاص
لا تبتهج ... فالنار تدفعنا لقصرك زاحفين الى الردى
ومن البطولة ان زحفنا لا مناص
سنراه عدلا كاملا من دونما أي انتقاص
هي سنة التاريخ اما ان نفر الى الخنوع مع انطلاق الطلقة الاولى
واما ان ترانا قد وقفنا ثابتين لكي نطالب بالقصاص.
سحقا لقصر الشعب حين يدك شعبا ملّ مع طول المدى تبكيته
يا قاتل الاطفال باسم القدس لي ثأر ولا انساه ان أُنسيته
هو واجبي ...لا اشتهي تفويته
أُمليت من اعداءنا في الليل ما أُمليته
هي ثورة لم تدّخر دمها وإنك ما أدخرت جهادها لعدونا
وقد ادّخرت لنا السلاح وكل ما ملّكت من تلك الصفات مقيتة
انّا صبرنا نصف قرن كي تُحَرر قدسنا
اعطيتنا بعض الفتات وانت قد أُعطيت من أموال هذا الشعب ما أوتيته
يا من جررت جموع أهل العزم مضطرين في حلف كأكل الميتة
هذي جموع الشام نحو النور امست زاحفة
كل الطوائف مثل أطفال المدارس ضد أجناد الردى متكاتفة
صمدت بوجه العاصفة
صمدت وما ارتجفت بيوم الراجفة
هذي الحناجر في سماء الشام امست هاتفة
وكأنها تشدو بلحن بات يعشق عازفه
تحيا الشآم عزيزة وليسقط التقتيل باسم الطائفة
يا أيها الجيش الذي قتل الصبي يصيح: وا أماه
سقطت نياشين البطولة إذ سفكت دماه
سيحرر الاقصى سلاحك؟! انت للأعداء ذخر ..
نصف قرن قد حميت حِماه
شهدت عليك من القديم مقابر بحماة
جيش عن التحرير قد أعماه ما أعماه
لَعَنته في الشام العظيمة أرضه وسماه
جيش قيادته تسلّم للعدو وأن هذا الشعب صار عدوه..
ولذاك أهلك شعبه بالنار حين رماه
قسمين صار الجيش ولكن سوف يهلك قائدا ...قسماه
وأقولها ...سيحرر الجيش الأبي من العميل كماة
يا ايها الثوري هذي ثورة قد اسقطت طغيانا
لو كان للأقصى السلاح لما استباح دمانا
لو كان للأرض السلاح لحرر الجولانا
جنّد ألوف المخبرين وخذ رجال الدين للدنيا
ليفتي كاذبا مولانا
أحرق بلاد الشام يا نيرون كي تبقى على أطلالها سلطانا
صف ما تشاء بما تشاء
وعذب الفتيات والفتيان
قل ما تشاء عن التآمر ضد نبلك يا صلاح الدين ..يا قطزا
ويا بعث التحرر والسمو ...ويا مفجر دمعنا ودمانا..
قل ما تشاء وانت مرتعد الفرائص خلف صف حراسة
من خلف صف حراسة ... لكن بدت بعيوننا فئرانا
يا ايها البطل الشجاع ..لك البلاطجة الغلاظ ..ولي الارداة تهزم البهتانا
لا تنس أن تخصي شباب الشام قبل الذبح..قبل الدفن في قبر جماعي
يهين الأرض والانسان
عاقبتَهم حقدا على ما يملكون من الرجولة
انهم رحلوا رجالا للفدا عنوانا
لم يستطيبوا العيش مثلك في الدنا خصيانا
يا كاتب التاريخ ماذا سوف تكتب حين تبصر درعا
حبرا ستكتب... أم ستكتب دمعا
ستقول نصرٌ مثلما حطين.. ام ستقول هولاكو تفنن قمعا.
يا كاتب التاريخ قل لي هل فقدت السمعا؟
نظرت إلي رؤوس اقلام بكت أحبارَها
ومضت تحدث للدنا أخبارها
وكأنها بالحبر تأخذ ثارها
كتبت بليل الحادثات نهارها
يا من حكمت لنصف قرن
إن هذا الوقت في عرف الشآم كقطرة خُصمت بليل من منابعنا
في حضرة التاريخ نحيا في مواقعنا
هي جملة ولها سياق رغم واقعنا
هي سطوة التاريخ زادت في تقدمنا
أمام جيوش قامعنا
فجّر بيوت الآمنين....سيدفع التاريخ زحف الزاحفين إلى مطامعنا
هذي الديار ديارنا مهما صببت الموت نارا من مدافعنا
سيضمد التاريخ نزفا في مواجعنا
وسندفن الأفّاك عدلا في مرابعنا
وستمسح الامجاد ضعفا في مدامعنا
في حضرة التاريخ جيل بات يمنعه التقدم من تراجعنا
يا أيها التاريخ صوتك كالآذان على جوامعنا
لا شيء يبقى غير صوت الحق يعلو في مسامعنا
قد تحكم النيران بعض الوقت لكن...كلمة التاريخ حكم لا مرد له
ستكتب في مراجعنا.

ستكتب في مراجعنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق