ShareThis

الأحد، 18 يناير 2009

قصيدة : قراءة متأنية في سجل التطرف

صبح تنفس بالضياء وأشرقا

والصحوة الكبرى تهز البيرقا

وشبيبة الإسلام هذا فيلق

في ساحة الأمجاد يتبع فيلقا

وقوافل الإيمان تتخذ المدى

دربا وتصنع للمحيط الزورقا

وحروف شعري لا تمل توثبا

فوق الشفاه وغيب شعري أبرقا

وأنا أقول وقد شرقت بأدمعي

فرحا وحق لمن بكى أن يشرقا

ما أمر هذي الصحوة الكبرى

سوى وعد من الله الجليل تحققا

هي نخلة طاب الثرى فنما

لها جذع قوي في التراب وأعذقا

هي في رياض قلوبنا زيتونة

في جذعها غصن الكرامة أورقا

فجر تدفق من سيحبس نوره

أرني يدا سدت علينا المشرقا

يا نهر صحوتنا رأيتك صافيا

وعلى الضفاف رأيت أزهار التقى

ورأيت حولك جيلنا الحر الذي

فتح المدى بوابة وتألقا

قالوا تطرف جيلنا لما سما

قدرا وأعطى للبطولة موثقا

ورموه بالإرهاب حين أبى الخنى

ومضى على درب الكرامة وارتقا

أوكان إرهابا جهاد نبينا

أم كان حقا بالكتاب مصدقا

أتطرف إيماننا بالله في عصر

تطرف في الهوى وتزندقا

إن التطرف ما نرى من غفلة

ملك العدو بها الزمام وأطبقا

إن التطرف ما نرى من ظالم

أودى بأحلام الشعوب وأرهقا

لما رأى جريان صحوتنا طغى

وأباح أرواح الشباب وأزهقا

ما زال ينسج كل يوم قصة

تروى وقولا في الدعاة ملفقا

إن التطرف أن يسافر مسلم

في لهوه سفرا طويلا مرهقا

إن التطرف أن نرى من قومنا

من صانع الكفر اللئيم وأبرقا

إن التطرف أن نبادل كافرا

حبا ونمنحه الولاء محققا

إن التطرف أن نذم محمدا

والمقتدين به ونمدح عفلقا

إن التطرف أن نؤمن بطرسا

وهو الذي من كأسه والده استقى

إن التطرف وصمة في وجه من

جعلوا صليبهم الرصاص المحرقا

إن التطرف في اليهود سجية

شربوا به كأس العداء معتقا

إن التطرف أن يظل رصاصنا

متلعثما ورصاصهم متفيهقا

يا من تسائلني وفي أجفانها

فيض من الدمع الغزير ترقرقا

وتقول لي رفقا بنفسك إننا

نحتاج منك الآن أن تترفقا

أوما ترى أهل الضلالة أصبحوا

يتعقبون شبابنا المتألقا

لا تجزعي إن الفؤاد قد امتطى

ظهر اليقين وفي معارجه ارتقى

غذيت قلبي بالكتاب وآية

وجعلت لي في كل حق منطقا

ووطئت أوهامي فما أسكنتها

عقلي وجاوزت الفضاء محلقا

أنا لا أخدر أمتي بقصائد تبني

على هام الرياح خورنقا

يسمو بشعري حين أنشد صدقه

أخلق بمن عشق الهدى أن يصدقا

أوغلت في حزني وأوغل في دمي

حزني وعصفور القصيدة زقزقا

أنا يا قصيدة ما كتبتك عابثا

كلا ولا سطرت فيك تملقا

عيني وعينك يا قصيدة أنورا

دمعا وشعرا والفؤاد تحرقا

قالوا قسوت ورب قسوة عاشق

حفظت لمن يهوى المكان الأعمقا

بعض الرؤوس تظل خاضعة فما ؟

تصحو وما تهتز حتى تطرقا

خوان أمته الذي يشدو لها

بالزيف والتضليل حتى تغرقا

خوان أمته الذي يرمي لها

حبلا من الأوهام حتى تشنقا

كالذئب من يرمي إليك بنظرة

مسمومة مهما بدى متأنقا

شتان بين فتى تشرب قلبه

بيقينه ومن ادعى وتشدقا

شتان بين النهر يعذب ماؤه

والبحر بالملح الأجاج تمذقا

إني لأعجب للفتي متطاولا

متباهيا بضلاله متحذلقا

سلك العباد دروبهم وهو الذي

ما زال حيران الفؤاد معلقا

الشمس في كبد السماء ولم يزل

في الشك في وضح النهار مطوقا

النهر يجري في القلوب وماؤه

يزداد في حبل الوريد تدفقا

وأخو الضلالة ما يزال مكابرا

يطوي على الأحقاد صدرا ضيقا

يا جيل صحوتنا أعيذك أن أرى

في الصف من بعد الإخاء تمزقا

لك من كتاب الله فجر صادق

فاتبع هداه ودعك ممن فرقا

لك في رسولك قدوة فهو الذي

بالصدق والخلق الرفيع تخلقا

يا جيل صحوتنا ستبقى شامخا

ولسوف تبقى بالتزامك أسمقا

سترى رؤى بدر تلوح فرحة

بيمينها ولسوف تبصر خندقا

سترى طريقك مستقيما واضحا

وترى سواك مغربا ومشرقا

فتحتك لك البوابة الكبرى فما

نخشى وإن طال المدى أن تغلقا

إن طال درب السالكين إلى العلا

فعلى ضفاف المكرمات الملتقى

وهناك يظهر حين ينقشع الدجا

من كان خوانا وكان المشفقا

http://islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=28

الأحد، 11 يناير 2009

رد و تعقيب على الشيخ محمد حسين يعقوب

رد و تعقيب على الشيخ محمد حسين يعقوب

جزا الله خيراً شيخنا على كتابته الجليلة في الموضوع.
و من باب المناصحة فقط لي تعليق بسيط

النقاط التى أوردها شيخنا و على أهميتها الكبيرة في حياة الفرد فهي ليست فقط للنصرة و لكن يحتاجها الفرد منا في السراء و الضراء. حتى لا يقول قائل و أذا حرر الأقصي لا نعمل مما نصحنا به شيخنا شيء و لكن هذا لابد أن يكون عليه الفرد منا طوال الوقت.

و لكن اين دور المجتمح المسلم فيما يحدث فقد أورد شيخنا أية (( و اعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا )) فقد أورد الله جل و على الاعتصام قبل حبل الله لأن سنة الاعتصام سنة كونية ليست للمسلمين وحدهم.. فحتى غير المسلمين اذا اعتصموا انتصروا كماحدث في الحروب الصليبية على بلاد الاسلام.
ثم أليس من واجبنا كمجتمع مسلم ان ننبه الحاكم - من باب النصيحة - و فينا العلماء و الخبراء بضرورة نصر اخواننا اذا تقاعس عن هذا الدور.
نقطة أخيرة .. لماذا اختزل شيخنا قضية فلسطين في المسجد, الم يقل النبي - صلى الله عليه و سلم - لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من ان يراق دم أمرء مسلم بغير وجه حق
و جزاك الله خيراً على قرائتك للتعليق

بندقيتي الحبيبة...للدكتور نزار ريان

كانت الانتفاضة المباركة عام 1987م تنشر أشرعتها الوضيئة فوق الجباه السُّمر، وفلسطين- كل فلسطين- تلتهب تحت أقدام الغزاة نارًا، ولا تملك الدبابة المجنزرة أن تفرض منطق القوة على المجاهدين، فالحاكم العسكري وجنده المتغطرسون عجزوا أن يفرضوا حظر التجوال على مخيمات المهاجرين، وينتظر الحاكمُ الليلَ الكالح في المخيمات؛ لعله يستطيع أن يفرضه على الناس بقوة البارود والرصاص والسلاح، لكنه يبوءُ بالفشل، ويهزم الرصاص.

وتتسع ساحاتنا المجاهدة.. تمتد نار الانتفاضة حاميةً، فتشمل المدن والمخيمات والقرى تتأجج.. فغزة شوكة عاصية دامية مستعلية، ونابلس جبل النار تستعر، وترتعد الفرائص الصهيونية من جنين، وفي رام الله ملحمة وبطولة وفداء، ورفح وطول كرم والقدس- كل القدس- تلتهب، وكل بقعة تسابق الزمان والمكان، تزوِّد المجاهدين بالزناد والعتاد والأعلام والرايات، والنفوس والمهج الغاليات.

وازدادت فلسطين كلها اشتعالاً، والانتفاضة تدخل أيامها الأولى والناس لا يصدقون أيامها المباركات تتوالى، الخير فينا.. والجهاد مزروع ومدخر، وأخبارها المؤمنات تتواتر؛ والإذاعات العالمية تنقل أسماء الشهداء والمساجد الشاهدة، وأسبوع يمضي بعده أسبوع، قد دخل الشهر الأول بوابةَ التاريخ العظيم.

فأهل فلسطين كلهم مجاهدون، العائدون والمواطنون مجاهدون، العمال والفلاحون مضربون، والتجار أغلقوا المتاجر المصابرة، الكل في مسيرة التاريخ يمتطي الجواد اليعربي، يسابقون الريح والتاريخ، يلتهمون الأرض سهلاً وجبلاً، يستحضرون قصة اليرموك في الشمال، وحكاية التاريخ يوم بدر ماثلة، يتسربلون العزة الحمراء درعًا واقيًا، يستحضرون من الرعيل الأول القدوات، يتنسَّمون عبير محمد وصحبه الكرام، وسائر الأتباع..

فها هي أسماء في نطاقها تتبختر، وها هي الخنساء، وها هو الخباب والزبير والأسد حمزة- شهيد الله- يطير خلف القنبلة؛ وها هي المدينة تُنَغِّمُ الحِدَاء، حداؤها الندِيُّ، حداؤها الشجيُّ، حداؤنا الحزين، ما أشبه الأيام بالأيام يا أخي.. ما أجمل الجهاد.. الظامئون همو همو، والجائعون على الطوى يتضوَّرون، لكنهم رغم الجراحات العظيمة- يوم حمراء الأسد- يتسابقون إلى الوغى ويجاهدون، ويرسمون لقدسنا صورًا مجيدةً، تحيي القلوب، وتبعث الثوار من زمن بعيد.

الليل يرخي مع الشتاء برودةً تمتد في الأعصاب، ترتجف الضلوع، ترتعد الأوصال، تصطكُّ أسنان العراة الجائعين، تعربد الطائرة فوق سطوح القرميد في المخيم، تهتز كل الدور، وينادي بمنع التجوال الرعديد الخائف من قلب الدبابة، فيخرج من لا يجد في قدميه حذاءً غير الأرض الباردة، المتسربل بالظلام والعُري والفَخار، يواجه المخرز اليهودي، فما أشبه الشروق بالشروق.. وأشبه الظلام بالظلام.. لكنها الشمس توشك أن تزيل الليل والعَتَمَة، وتنشر الدفء والحياة، وتكشف الضباب، وتخرس المنادي بمنع التجوال، وتفقده الحياة.

قد ألِف المجاهدون معالمَ الطريق، في الليل تُقتسم المهامُّ مع الشباب المؤمنين، وشْم الطريق بالمسامير المعكوفة مهمة مجموعة من مسجد الخلفاء على طول طريق صلاح الدين، ورفْع الأعلام على أعمدة الضغط العالي مهمة مجموعة مسجد العودة، وعلى مجموعة مسجد الرضوان أن ترفعها على المآذن والأشجار الشامخات، الأعلام موجودة في دار الأخت فايزة، فقد صنعتها ليلة أمس، كما أخبرتنا في النقطة الميتة، وهي تنتظركم لأخذها من النقطة نفسها.

وعلى مجموعة مسجد النور أن تكتب على الجدران.. لحسن الخط بُعدٌ في نفسية المجاهدين والمواطنين، وتأنَّق في الكتابة والتخطيط يا سعد، وزخرف كلمة (حماس) وزيِّنها ببندقية وقنبلة وشامة، وكَحِّل الكلمات بالسواد، فإنها العروس؛ زينةً وعزةً ودلالاً، واصبر على نار العدو، فالصبر والمصابرة يورثان النور في القلوب، ويبدع المصابرون، ويصنعون الفجر والإيمان.

كان "نادر" في بداية الانتفاضة ممتلئ شبابًا وقوةً وعنفوانًا، لكنه لم يكن يملك البندقية، كان طويلا فارعًا، لا يمكنه أن يختفي في الأزقة الصغيرة، لكنه كان متقدمًا علينا جميعًا، فقد يبيت الليلة كلها فوق جدار المدرسة، ينتظر وراء العبوة المصنوعة من عيدان الكبريت، لا يقبل البلل، لا يعرف البرد، الدفء في أعطافه مختزن من عبق الجهاد والمقاومة، قنبلةُ الكبريت كانت مرعبةً، فما أن تقترب آليات اليهود حتى تنفجر، ويطلق الرصاص يمزق صمت الليل وصفوه، وتتوالى الأصوات، وتكون تجربةً رائعةً لنادر.. آهٍ لو نملك القنابل والبنادق، وكيف يمكن أن نملكها إن لم تكن إلا من أيدي الجنود الغاصبين..

ولمعت الفكرة المجنونة في رأسه...

هل يُعقل أن نقتلهم ونغنَم سلاحهم.. هل يمكن ذلك؟ كانت فكرةً غريبةً لا يمكن تصورها.. لكنها عزيمة المقاتل في سبيل الله.

في إحدى مزارع البرتقال شرق معسكر جباليا- شوكة فلسطين- كَمَنَ نادر بصحبة مجاهدين آخرين.. يترقبون ويرصدون.. عوَاءُ الضواري في المزارع ليلاً تقشعر له الأبدان، انطلاقةُ طائر مفزوع ترتعد لمفاجئته البوادر، صوت صافرة من بعيد يقترب.. هذا "جيب" مغتصِب ينتهب الأرض، يتوقف لحظةً، يترجل ضابطٌ مغتصِب، تشتد الأعصاب.. تتواتر الأنفاس.. يلتقط عن الأرض بيانًا من بيانات الانتفاضة، آهٍ لو كانت معنا البنادق.. آهٍ وكيف السبيل؟

مرةً أخرى تتوهَّج الفكرة المجنونة في رأسه، لا بدَّ من بندقية، لا تقل لي من أين نأتي بالبنادق.. لا تقل؟ سنحتفل يوم أن نملك أول بندقية بصورة خاصة، سنحتفل وسنشعل النار في قلوب الصهاينة المغتصِبين.. تلك الليلة لم يتمكن المجاهدون من فعل شيء، كانوا سيكسبون الجولة لو كانت معهم البنادق، لكنهم تعرفوا عن قُرب على ثغرات في أمن المغتصِبين الصهاينة..

إن توزيع بعض بيانات على الطريق العام- شارع صلاح الدين- يمكن أن يكرر المشهد.. يمكن أن يترجَّل الغاصب كي يلتقط البيانات.. يمكن عندها أن نلتقط قلبه برصاصتين، نرد بها على مجازرهم في مخيم بلاطة، نثأر للدماء النازفة في كل فلسطين.

في الليلة التالية...
كان نادر وإخوانه يتدارسون كيف يمكن الحصول على البنادق؟، بعد بحث عن الإبرة في تلة القش، وبعد تشتيت عيون البوم ليلاً، وتفريق الغربان في وضح النهار والكلاب، بعد عناءٍ دام شهورًا، علِم نادر وإخوانه أن هناك قطعة "كارلوستاف" لدى رجل ورثها عن أبيه الشهيد، يطلب بها ألفًا وخمسمائة دولارًا، ولكن من أين نأتي بالدولارات، ونحن الفقراء، لا نكاد نجدها في بيوتنا لو اجتمعت، وأخيرًا.. ذهبوا إلى تيسير، فقد كانوا يحسبون أن له من اسمه نصيبًا، بل إن في اسم عائلته أيضًا فألاً حسنًا، وهو حديث عهد بعرس، أفيصح أن نطرقه في ثلث الليل الأخير؟ لكنهم مضوا وكلَّموه أن يقرضهم بعض المال، فيعجَب منهم، وأي مال معه؟ فهمسوا إليه: ذهب الزوجة قد يكفي لشراء بندقية قديمة، فخلعت أم حمزة الأساور الجميلة ليفرح المجاهدون بالرصاص والبنادق.

وأخيرًا اشترى نادر قطعةً قديمةً من رشاش الكارلوستاف.. كان قديمًا جدًا في عمره آنذاك، لكنها بندقية مقاتلة، والقدم لن يضيرها، والبركة في تاريخها وشرفها، أليست بندقية مجاهد شهيد؟ كان نادر يعجبه الفأل الحسن؛ لذلك كان يرى أنها بركة جهاد، لا يصح أن تفارقه، ولو أعطوه بدلها ألف بندقية.

حين مضى ثلث الليل الأول انطلق نادر ورفيقاه شرق معسكر جباليا، هناك وسط مزارع البرتقال التي شهدت تجربته الأولى للبندقية، أطلق الرصاصتين الأوليين، سمع الرصاص والنباح وفرار الطيور معًا، ولما مضى ثلثا الليل، في منطقة الزرقا بجوار الحفرة القديمة شمال غزة- بجوار المطينة- أطلق نادر الرصاصتين الأخريين.. عوت الكلاب في المزارع، وقفزت في كل اتجاه مرةً أخرى، والله هذا فأل حسن.. الكلاب واليهود يفرون من بنادقنا ورصاصنا، وطار نادر ورفاقه إلى البيارات، بعد مائة متر داخل المزرعة قال نادر: البندقية صالحة، وأنقد الرجل ثمن البندقية القديمة، ثم احتضنها بخشوع، وسجد ورفيقاه في الوحل والطين.

فاضت الدموع في مآقيها، وأشرق الأمل.. هذه المرة الأولى التي أمتلك فيها بندقية مقاتلة، ما أكثر البنادق في بلادنا.. لكنها معطلة!!

أصبح عندي الآن بندقية، أصبحت في قائمة المجاهدين، بل في رأس القائمة، غدًا غدًا سنحمل البنادق، غدًا غدًا، والليل يشهد عودة المرابط، غدًا غدًا، جعل يدق الأرض بقدميه، والمجاهدان وراءه بين سطور الشجر، كأنهم في طابور عسكري، كانت نشوة الحصول على البندقية المصنوعة سنة تسع وخمسين يومها أفضل من الترسانة العربية الكبيرة في مخيلته آنذاك، والحق معه، فرقٌ بين بندقية تقاتل، وطائرة تحطَّم في مطاراتها السرية، وأرتال من الدبابات تصدَأ في المخازن، وتصير عبئًا على العرب والبيئة معًا، فرق كبير، والعزة للرصاصة الصافرة في الهواء بالنشيد والحداء والتكبير، عائدون عائدون، إننا لعائدون.


الدكتور نزار ريان - رحمه الله وتقبله من الشهدا وأهله أجمعين -

الأمة بين مجاهد وبكَّاء ومنافق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد جعل الله الدنيا دار ابتلاء والآخرة دارَ جزاء
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [سورة محمد: 31].

ومن أشد الفتن على النفس فتنة الجهاد بالنفس:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [سورة البقرة: 216].

ولكن المؤمنين الصادقين يجاهدون أنفسهم ويوطنونها على المسارعة إلى الاستجابة في المنشط والمكره، فيستجيبون لله استجابة صادقة.

وتاريخنا مليء بصور الاستجابة الصادقة من الرجال والنساء، وانظر إلى الخنساء التي مات أخوها في الجاهلية فرثته بمراثٍ جعلتها تلقب بشاعرة العرب، بينما تُقَدِّم أبناءها الأربعة في موقعة واحدة وتقول: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعاً في سبيل الله، ونصرة دينه، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته"، فلم يصبها في ذلك أدنى جزع.

وكيف تجزع وهي التي أججت حماستهم بتلك النصيحة البليغة التي أسدتها لهم ليلة المعركة حيث نصحتهم قائلة: "يا بَنيّ، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية، اصبروا وصابروا ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا أصبحتم غدا -إن شاء الله- سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وحلت نارًا على أوراقها؛ فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، عند احتدام خميسها (جيشها)؛ تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة".

وفي الصباح تقدموا الصفوف يحركهم إيمانهم، وتدفعهم وصية الأم الصالحة، فجاهدوا جهاد الفاتحين الشجعان، وتلقوا الموت فرحين مسرورين، ومن ورائهم كان سرور أمهم بجهادهم.

وحتى مع حالات العجز فالمؤمن مطالب بأن يبقى عزم قلبه معقودا على الاستجابة الفورية متى وجد إلى ذلك سبيلا، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-:
«مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ» [رواه مسلم].

بل إن حالة العجز أشق على نفوس المؤمنين من حالة القدرة، ولذلك استعاذ النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعائه من العجز، واستعاذ من قهر الرجال.

وانظر إلى قصة البَكَّائين السبعة في غزوة تبوك، تَعْلَمْ كيف يكون ألم العجز على أصحاب القلوب الصادقة.

- رُوي عن ابن عباس: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرَ الناس أن ينبعثوا غازين معه، فجاءته عصابة من أصحابه، فيهم عبد الله بن مُغَفَّل المزني، فقالوا: يا رسول الله، احملنا، فقال لهم: "والله لا أجد ما أحملكم عليه"؛ فتولوا ولهم بكاء، وعزَّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد، ولا يجدون نفقة ولا محملاً. فلما رأى الله حِرْصَهم على محبته ومحبة رسوله أنزل عذرَهم في كتابه، فقال:
{لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (91) وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة التوبة: 91-93]"، وهم البَكَّاؤون السبعة. راجع في تفسيرها: تفسيرَي (الطبري) و(ابن كثير).

إنها صورة مؤثرة للرغبة الصادقة في الجهاد على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما كان يحسه صادقو الإيمان من ألم إذا ما حالت ظروفهم المادية بينهم وبين القيام بواجباتهم، ولا شك أن تلك المواساة من الله -عز وجل- لهم لم تكن إلا نتيجة إيمان صادق، ورغبة صادقة في الاستجابة لأمر الله، فكان البكاء هو أحد مظاهرها.

ومع ذلك ما زال عُلْبَة بن زيد -رضي الله عنه- يبحث عن شيء يشارك به رغم عذر الله له في القرآن، فصلى من الليل وبكى، وقال: "اللهم إنه ليس عندي شيء أتصدق به إلا أعواد عليها شجب من ماء ووسادة حشوها ليف اللهم إني أتصدق بعرضي على من ناله من الناس"، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر مناديا فنادى: "أين المتصدق بعرضه البارحة؟"، فصمت ثم أعاد ذلك مرتين أو ثلاثة، ثم قام علبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظر إليه: "ألا إن الله عز وجل قد قبل صدقتك يا أبا محمد" [الراوي: أبو عبس بن جبر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 3/117- خلاصة الدرجة: فيه عبد المجيد بن محمد بن أبي عبس وهو ضعيف‏‏]

فكانت هذه هي البشرى الثانية جزاءً على الرغبة الصادقة في الاستجابة لأمر الله، ثم كانت الثالثة والمجاهدون هناك في سفرهم البعيد ونصبهم الشديد، فقال لهم -صلى الله عليه وسلم-:
«إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم»، قالوا: "يا رسول الله، وهُم بالمدينة؟!"، قال: «وهم بالمدينة؛ حبسهم العذر» [رواه البخاري].

فلما ساروا بقلوبهم مع المجاهدين أعطاهم الله أجر المجاهدين بأبدانهم.

لقد كانت الرغبة الحقيقة في الاستجابة التي أثمر العجز عنها ألما وحسرة، هي الفارق الرئيسي بين هؤلاء وبين فريق آخر قعد قلبُه، فأقعده عن الجهاد وفرح بذلك، ومما نزل في ذلك قوله -تعالى-:
{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [سورة التوبة: 81].

وفضح الله هِمَمَهم الدنيئة وقلوبَهم الخبيثة وألسنتَهم الكاذبة بقوله:
{لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [سورة التوبة: 42].

وما زالت السنن الكونية تجري على الناس، وما زالت الفتن تُعرَض كعرض الحصير عودا عودا، بل زماننا هو زمن الفتن التي تموج كموج البحر، والتي أخبر عنها -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر.

وما زالت هذه الفتن تميز الناس إلى:
- مؤمن عمل بقلبه وجوارحه فللّه درُّه وعلى الله إعانته.

- مؤمن عجز فبكى ألما وحسرة، فعند الله عزاؤه وله أجر نيته، وليكن مع الأولين بقلبه ودعائه واستغفاره والذب عن عرضهم وتلمس المعذرة لأخطائهم.

- وليس وراء ذلك إلا النفاق كما قال -صلى الله عليه وسلم-:
«مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ» [رواه مسلم].

فاللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها وموالها.

اللهم طهر قلوبنا من النفاق والرياء وسَيِّئ الأخلاق.

اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان.
اللهم من خذلهم فاخذله، ومن أسلمهم فأسلمه إلى نفسه، ومن كادهم فَكِدْهُ، ومن عاداهم فعادِهِ، ومن تَتَبَّعَ عوراتهم فافضحه على رؤوس الخلائق أجمعين.

اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك.

اللهم اقتلهم بددا، وأحصهم عددا، ولا تغادر منهم أحدا.

بتصرف يسير

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4914

صدقة.. دعاء .. أين الجهاد !!؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين:

ممّا يلاحظ على مدى عقود الذل الماضية أنّنا قعدنا واستسلمنا لإصدار البيانات والشجب والاستنكار في كل نازلة وكارثة تتلقاها الأمة من الصهاينة الملاعين هذا على المستوى الرسمي وغيره، وعلى مستوى شيوخنا حفظهم الله لا نكاد نسمع إلاّ من القليل منهم عن الجهاد وفضله ووجوبه واقتصر القول على "أصلحوا نفوسكم تبرعوا لهم ادعوا لهم" !!؟

فقط !! هكذا بكل بساطة !!؟

أطفالنا ييتمون ويقتلون، نساءنا يرملون ويقصفون وشيوخنا يضربون ونقتصر على قول "أرسلوا مساعدات وعليكم بالدعاء" !!

إلى متى تعطى الأمة وشبابها هذه المسكنات والمخدارت !!؟

متى يفقه شبابنا الجهاد إن لم توعوهم به !!؟

ليس إقلالا من فضائل الدعاء والصدقات، فالدعاء سهام الليل التي لا تخيب والصدقة لهم جهاد بالمال وفيهما ما لن يحصيه هذا المقال من فضائل واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن أين الجهاد بالنفس أين الغدوة والروحة أين ما يُحيي المروءة ويرفع الكرامة وينفض عن الأمة ذلها؟؟ فهو أيضا جاء في فضله العديد من الآيات والأحاديث فأين نحن عنها ؟؟

أين ذروة سنام الإسلام!!؟

أين نحن من قول الله تعالى
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}.

وقوله تعالى:
{انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:41].

وقوله تعالى:
{وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: من الآية 36].

وقول الله تعالى:
{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} [النساء: من الآية 89].

وقوله تعالى:
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة:193].

وأين نحن من هذا الحديث!!؟

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لَغدوةٌ في سبيل الله أو رواحة خير من الدنيا وما فيها».

وفي رواية من حديث أبي هريرة:
«خير ممَّا تطلع عليه الشمس وتغرب» [البخاري رقم 3792، فتح الباري (6/13)، ورقم 2793 أيضا، ومسلم (3/1499)].

ومن هذا روى ابن المبارك في كتاب الجهاد
[الجهاد (1/34)] من مرسل الحسن، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم عبد الله بن رواحة فتأخَّر ليشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم».

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«رباطُ يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضعُ سَوْط أحدكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والرَّوْحة يروحها العبد في سبيل الله والغدوة خيرٌ من الدنيا وما عليها». [البخاري رقم 2892، فتح الباري (6/85)].

وعن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأُجري عليه رزقه، وأُمن الفتَّان». [مسلم (3/1520)].

قال النووي رحمه الله: "هذه فضيلة ظاهرة للمرابط، وجَرَيان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيه أحد"، وقد جاء صريحا في غير مسلم: «كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمى له إلى يوم القيامة». [شرح النووي على مسلم (13/61)] وقوله صلى الله عليه وسلم: «وأجري عليه رزقه». موافق لقول الله تعالى في الشهداء: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: 169].

أين نحن من ذاك كله أين المطالب الرسمية الموجهة من علماءنا لحكام الدول بإعداد العدة وفتح أبواب الجهاد والتعبئة الشعبية؟

منذ 1948 واحتلال الصهاينة أرض فلسطين إن كنا فهمنا الدرس وتعلمناه لما أصبح هذا حالنا.

لا نقول بالخروج على إخواننا وإحداث البلبلة وقتل المسلمين فدم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة حجرا حجرا، ولكن ما نطالب به تربية جهادية ممنهجة للشباب.

أين الدعوة وصحوتها من الشباب المجندين وأفراد القوات والجيش!؟

علينا الكثير من العمل حتى نرفع الرأس فكم بنا من ذل وخنوع أن نرى نساء وأطفال يقتلون على مرآى منّا ومن العالم الذي يقف بأسره مع اليهود المجرمين ولا تستغربوا فنحن في شريعة الغاب وهم يقفون مع القوي بنظرهم.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "من الكبائر ترك الجهاد عند تعينه بأن دخل الحربيون دار الإسلام أو أخذوا مسلمًا، وترك النّاس الجهاد من أصله، وترك أهل الإقليم تحصين ثغورهم بحيث يُخاف عليها من استيلاء الكفار بسبب ترك ذلك التحصين".

قال العلماء: "والتخلف عن الجهاد هو أن يتقاعس المسلم ويتأخر عن استفراغ وُسعه في مدافعة العدو من الكفار والمشركين، الأمر الذي يفضح الله به حقيقة صاحبه ويجمع به عليه عذاب الدنيا والآخرة".

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذُلًا لاينزعه؛ حتى ترجعوا إلى دينكم» [رواه أبو داود، (3464)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (3462)].

وأخرج الطبراني بإسناد حسن عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما ترك قوم الجهاد إلا ذلُّوا»..

ورد في بيان جبهة علماء الأزهر ـ حماها الله ـ الأخير ما يلي:

"إنّ استنهاض الهمم، واستجاشة العزائم للجهاد فريضة من الله تعالى على كل مسلم، لا يعذر فيها أحد، لأنّ كلفتها غير شاقة، ونتائجها إن شاء الله ليست بالضعيفة، فالمؤمنون به أكفاء لعدو الله وعدوهم، لأنّ أعداءهم قوم لا يفقهون
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [لأنفال: 65].

فالفئة المؤمنة هي التي تفقه، تفقه الحقائق، وتدرك معنى الإيمان، فتستعلي به، وتخِفَّ له، وتدعوا ولو بدمائها وأشلائها إليه، وتثق في موعود الله تعالى لها
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51].

ومن هذا الفقه يأتي رعاية حقِّ التحريض، والإعداد المناسب له، ومطاردة مفسداته من الركون إلى مواطن العبث، والإخلاد إلى أسباب الدعة، تلك المفسدات التي يزينها شياطين الساسة، ويروجها أبالسة المتفيهقين، فينتج عن ذلك أشرُّ أنواع العبوديات، عبودية القلب لمطالب الهوى وجنوده، فيضيع بذلك الرجاء في الله، لأن الذنوب والسيئات تضر الإنسان أعظم ممّا تضره السموم
[مجموع الفتاوى 8/ 348].

إنّ الحرية هي حرية القلب من سلطان الأهواء، وغلبة الذنوب، وقهر المطامع الرخيصة، وذل المناصب والألقاب التي أتتهم بغير رصيد".

وقالوا: "إنّ هذه الأمة يغسل الله عارها اليوم بدماء شهدائها، فلا تلوثوا أنفسكم بانصرافكم عن متابعة أخباره وأخبار أهله إلى متابعة الرخيص من مناكر الأقوال والأفعال فتُحرَموا شرف التطهر به.

يقول الحق جل جلاله:
{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً} [النساء: 84].

قاتل في سبيل الله إذا تعينت المقاتلة سبيلًا لأداء الحق، والدفاع عن الحرمات، قاتل ولو كنت وحدك، فليس عليك إلاّ نفسك، قاتل وحرِّض المؤمنين، والتحريض هو الحثُّ والإحماء، والتحريض فريضة كفريضة القتال سواء بسواء، لا يؤتي أُكَلَه إذا كان القلب بالفنون الهابطة وأمثالها من المحرمات فاسدًا.

وإذا كان لكل فريضة شروط لا تصح بدونها، وأركان لا تتحقق إلاّ باستيفائها، فإن من شروط سلامة سلاح التحريض ـ وهو ليس بالأمر الهيِّن إذا صدقت عنده وله العزائم، وهي كلها ممكنة لكل غيور ـ، مخاصمة معالم العبث، و اللهو، وأنديتها، وقنواتها، ومجالسها، وأصحابها.

فإنّ ذلك كله ممّا يتَوَسَّلُ به عدوُّنا للنفاذ به إلى قلوبنا، مع غيره من المعاصي والمخالفات من مثل تحليل الحرام، وتجريم أداء الواجبات، وتحريم الحلال، ومن ثم تصرف الهمم عن معالي الأمور بسفسافها وقبائحها،واستباحة المحرمات، فإنّ الرجاء في الله لا يستقيم مع المحادة له، والانصراف عنه، والانشغال بما يفسد القلوب ويسكر العقول، ويعطل المواهب، ويلغي معالم الشريعة الحقة، وبذلك تستحق الأمّة كلها ما لايليق إلاّ بعدوها من ضربها بالذل والهوان".

للاستزادة راجع هذا الرابط:

http://www.jabhaonline.org/viewpage.php?Id=2135

وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يغزُ، أو يجهِّز غازيًا، أو يخلُف غازيا في أهله بخيرً أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة». [رواه أبو داود، (2505)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (1391)].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من مات ولم يغز، ولم يُحدِّث به نفسه مات على شعبة من شعب النفاق». [رواه مسلم، (5040)].

فيا شيوخنا الأفاضل ويا علماءنا الأجلاء والله أنتم عز لهذه الأمة وأنتم دعاتها ومن بفضل الله يشرح صدر شبابها فأحيوا فينا حي على الجهاد كما أحييتم حي على الصلاة.

أحيوه الآن قبل أن يفوت الفوت ونعض أصابع الندم لما فات من الفوت، فليس من وقت أقوى وأحوج من هذا الوقت وغزة تنتهك وتحرق عن بكرة أبيها وسلبت من قبلها فلسطين بأكملها والعراق الأسير وأفغانستان تقصف والصومال تداعوا عليه، وتسليح للهندوس على حساب مسلمي كشمير وغير ذلك الكثير، فإن نجحنا مرة فسياهابوننا ويحسبون ألف حساب في مهاجمتنا في مرة قادمة، لكن مع هذا المستوى من الخضوع فلن تقوم لنا قائمة ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.

أسأل الله سبحانه أن ينير بصائرنا ويقوينا على أعدائنا وأن يجعلنا هداة مهتدين على خطى إمام المجاهدين سائرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصادر:

جبهة علماء الأزهر
http://www.jabhaonline.org



الياسين
Yassin@islamway.com

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4935

السبت، 10 يناير 2009

صبحي صالح يفند إدعائات الحكومة المصرية بخصوص غزة




في وداع بوش: ارحــــل‏..‏ وعــــارك في يديــك

كل الذي أخفيته يبدو عليك
فاخلع ثيابك وارتحل
اعتدت أن تمضي أمام الناس
دوما عاريا
فارحل وعارك في يديك

لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة
أن يقبل وجنتيك
لا تنتظر عصفورة بيضاء
تغفو في ثيابك
ربما سكنت إليك

لا تنتظر أما تطاردها دموع الراحلين
لعلها تبكي عليك
لا تنتظر صفحا جميلا
فالدماء السود مازالت تلوث راحتيك

وعلي يديك دماء شعب آمن
مهما توارت لن يفارق مقلتيك
كل الصغار الضائعين
علي بحار الدم في بغداد صاروا‏..‏

وشم عار في جبينك
كلما أخفيته يبدو عليك
كل الشواهد فوق غزة والجليل
الآن تحمل سخطها الدامي

وتلعن والديك
ماذا تبقي من حشود الموت
في بغداد‏..‏ قل لي
لم يعد شيء لديك

هذي نهايتك الحزينة
بين أطلال الخرائب
والدمار يلف غزة
والليالي السود‏..‏ شاهدة عليك
فارحل وعارك في يديك
الآن ترحل غير مأسوف عليك‏..‏

***‏
ارحل وعارك في يديك
انظر إلي صمت المساجد والمنابر تشتكي
ويصيح في أرجائها شبح الدمار
انظر إلي بغداد تنعي أهلها
ويطوف فيها الموت من دار لدار
الآن ترحل عن ثري بغداد

خلف جنودك القتلي
وعارك أي عار
مهما اعتذرت أمام شعبك
لن يفيدك الاعتذار
ولمن يكون الاعتذار ؟

للأرض‏..‏ للطرقات‏..‏ للأحياء‏..‏ للموتي‏..‏
وللمدن العتيقة‏..‏ للصغار ؟‏!‏
لمواكب التاريخ‏..‏ للأرض الحزينة
للشواطيء‏..‏ للقفار ؟‏!‏
لعيون طفل مات في عينيه ضوء الصبح
واختنق النهار ؟‏!‏

لدموع أم
لم تزل تبكي وحيدا
صار طيفا ساكنا فوق الجدار ؟‏!‏
لمواكب غابت
وأضناها مع الأيام طول الانتظار ؟‏!‏
لمن يكون الاعتذار ؟
لأماكن تبكي علي أطلالها

ومدائن صارت بقايا من غبار ؟‏!‏
لله حين تنام
في قبر وحيدا‏..‏ والجحيم تلال نار ؟‏!!‏

***‏
ارحل وعارك في يديك
لاشيء يبكي في رحيلك‏..‏
رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيل
لاشيء يبدو في وداعك
لا غناء‏..‏ ولادموع‏..‏ ولاصهيل
مالي أري الأشجار صامتة
وأضواء الشوارع أغلقت أحداقها

واستسلمت لليل‏..‏ والصمت الطويل
مالي أري الأنفاس خافتة
ووجه الصبح مكتئبا
وأحلاما بلون الموت
تركض خلف وهم مستحيل
اسمع جنودك

في ثري بغداد ينتحبون في هلع
فهذا قاتل‏..‏ ينعي القتيل‏..‏
جثث الجنود علي المفارق
بين مأجور يعربد
أو مصاب يدفن العلم الذليل
ماذا تركت الآن في بغداد من ذكري
علي وجه الجداول‏..‏

غير دمع كلما اختنقت يسيل
صمت الشواطئ‏..‏ وحشة المدن الحزينة‏..‏
بؤس أطفال صغار
أمهات في الثري الدامي
صراخ‏..‏ أو عويل‏..‏
طفل يفتش في ظلام الليل

عن بيت تواري
يسأل الأطلال في فزع
ولا يجد الدليل
سرب النخيل علي ضفاف النهر يصرخ
هل تري شاهدت يوما‏..‏
غضبة الشطآن من قهر النخيل ؟‏!‏
الآن ترحل عن ثري بغداد
تحمل عارك المسكون
بالنصر المزيف
حلمك الواهي الهزيل‏..‏

***‏
ارحل وعارك في يديك
هذي سفينتك الكئيبة
في سواد الليل ترحل
لا أمان‏..‏ ولا شراع
تمضي وحيدا في خريف العمر‏..‏
لا عرش لديك‏..‏ ولا متاع
لا أهل‏..‏ لا أحباب‏..‏ لا أصحاب
لا سندا‏..‏ ولا أتباع

كل العصابة فارقتك إلي الجحيم
وأنت تنتظر النهاية‏..‏
بعد أن سقط القناع
الكون في عينيك كان مواكبا للشر‏..‏
والدنيا قطيع من رعاع
الأفق يهرب والسفينة تختفي
بين العواصف‏..‏ والقلاع

هذا ضمير الكون يصرخ
والشموع السود تلهث
خلف قافلة الوداع
والدهر يروي قصة السلطان
يكذب‏..‏ ثم يكذب‏..‏ ثم يكذب
ثم يحترف التنطع‏..‏ والبلادة والخداع
هذا مصير الحاكم الكذاب
موت‏..‏ أو سقوط‏..‏ أو ضياع

***‏
ما عاد يجدي‏..‏
أن تعيد عقارب الساعات‏..‏ يوما للوراء
أو تطلب الصفح الجميل‏..‏
وأنت تخفي من حياتك صفحة سوداء
هذا كتابك في يديك فكيف تحلم أن تري‏..‏
عند النهاية صفحة بيضاء
الأمس مات‏..‏

ولن تعيدك للهداية توبة عرجاء
وإذا اغتسلت من الذنوب
فكيف تنجو من دماء الأبرياء
وإذا برئت من الدماء‏..‏ فلن تبرئك السماء
لو سال دمعك ألف عام لن يطهرك البكاء
كل الذي في الأرض
يلعن وجهك المرسوم
من فزع الصغار وصرخة الشهداء
أخطأت حين ظننت يوما
أن في التاريخ أمجادا لبعض الأغبياء‏..‏

***‏
ارحل وعارك في يديك
وجه كئيب
وجهك المنقوش فوق شواهد الموتي
وسكان القبور
أشلاء غزة والدمار سفينة سوداء
تقتحم المفارق والجسور
انظر إلي الأطفال يرتعدون
في صخب الليالي السود‏..‏
والحقد الدفين علي الوجوه
زئير بركان يثور

وجه قبيح وجهك المرصود
من عبث الضلال‏..‏ وأوصياء الزور
لم يبق في بغداد شيء‏..‏
فالرصاص يطل من جثث الشوارع
والردي شبح يدور
حزن المساجد والمنابر تشتكي
صلواتها الخرساء‏..‏
من زمن الضلالة والفجور

***‏
ارحل وعارك في يديك
ما عاد يجدي أن يفيق ضميرك المهزوم
أن تبدي أمام الناس شيئا من ندم
فيداك غارقتان في أنهار دم
شبح الشظايا والمدي قتلي
ووجه الكون أطلال‏..‏ وطفل جائع
من ألف عام لم ينم
جثث النخيل علي الضفاف

وقد تبدل حالها
واستسلمت للموت حزنا‏..‏ والعدم
شطآن غزه كيف شردها الخراب
ومات في أحشائها أحلي نغم
وطن عريق كان أرضا للبطولة‏..‏
صار مأوي للرمم‏!‏
الآن يروي الهاربون من الجحيم
حكاية الذئب الذي أكل الغنم
‏:‏ كان القطيع ينام سكرانا
من النفط المعتق
والعطايا‏..‏ والهدايا‏..‏ والنعم

منذ الأزل
كانوا يسمون العرب
عبدوا العجول‏..‏ وتوجوا الأصنام‏..‏
واسترخت قوافلهم‏..‏ وناموا كالقطيع
وكل قافلة يزينها صنم
يقضون نصف الليل في وكرالبغايا‏..‏
يشربون الوهم في سفح الهرم
الذئب طاف علي الشواطيء
أسكرته روائح الزمن اللقيط

لأمة عرجاء قالوا إنها كانت ـ ورب الناس ـ من خير الأمم‏..‏
يحكون كيف تفرعن الذئب القبيح
فغاص في دم الفرات‏..‏
وهام في نفط الخليج‏..‏
وعاث فيهم وانتقم
سجن الصغار مع الكبار‏..‏
وطارد الأحياء والموتي
وأفتي الناس زورا في الحرم
قد أفسد الذئب اللئيم

طبائع الأيام فينا‏..‏ والذمم
الأمة الخرساء تركع دائما
للغاصبين‏..‏ لكل أفاق حكم
لم يبق شيء للقطيع
سوي الضلالة‏..‏ والكآبة‏..‏ والسأم
أطفال غزه يرسمون علي
ثراها ألف وجه للرحيل‏..‏
وألف وجه للالم
الموت حاصرهم فناموا في القبور
وعانقوا أشلاءهم
لكن صوت الحق فيهم لم ينم
يحكون عن ذئب حقير

أطلق الفئران ليلا في المدينة
ثم اسكره الدمار
مضي سعيدا‏..‏ وابتسم‏..‏
في صمتها تنعي المدينة
أمة غرقت مع الطوفان
واسترخت سنينـا في العدم
يحكون عن زمن النطاعة
عن خيول خانها الفرسان
عن وطن تآكل وانهزم
والراكعون علي الكراسي
يضحكون مع النهاية‏..‏

لا ضمير‏..‏ ولا حياء‏..‏ ولا ندم
الذئب يجلس خلف قلعته المهيبة
يجمع الحراس فيها‏..‏ والخدم
ويطل من عينيه ضوء شاحب
ويري الفضاء مشانقا
سوداء تصفع كل جلاد ظلم
والأمة الخرساء
تروي قصة الذئب الذي خدع القطيع‏..‏
ومارس الفحشاء‏..‏ واغتصب الغنم

***‏
ارحل وعارك في يديك
مازلت تنتظر الجنود العائدين‏..‏
بلا وجوه‏..‏ أو ملامح
صاروا علي وجه الزمان
خريطة صماء تروي‏..‏
ما ارتكبت من المآسي‏..‏ والمذابح
قد كنت تحلم أن تصافحهم
ولكن الشواهد والمقابر لا تصافح
إن كنت ترجو العفو منهم

كيف للأشلاء يوما أن تسامح
بين القبور تطل أسماء‏..‏
وتسري صرخة خرساء
نامت في الجوانح
فرق كبير‏..‏
بين سلطان يتوجه الجلال
وبين سفاح تطارده الفضائح

***‏
الآن ترحل غير مأسوف عليك
في موكب التاريخ سوف يطل وجهك
بين تجار الدمار وعصبة الطغيان
ارحل وسافر‏..‏
في كهوف الصمت والنسيان
فالأرض تنزع من ثراها
كل سلطان تجبر‏..‏ كل وغد خان
الآن تسكر‏..‏ والنبيذ الأسود الملعون
من دمع الضحايا‏..‏ من دم الأكفان

سيطل وجهك دائما
في ساحة الموت الجبان
وتري النهاية رحلة سوداء
سطرها جنون الحقد‏..‏ والعدوان
في كل عصر سوف تبدو قصة
مجهولة العنوان
في كل عهد سوف تبدو صورة
للزيف‏..‏ والتضليل‏..‏ والبهتان
في كل عصر سوف يبدو
وجهك الموصوم بالكذب الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفران
قل لي بربك‏..‏
كيف تنجو الآن من هذا الهوان ؟‏!‏
ما أسوأ الإنسان حين يبيع سر الله للشيطان

***‏
في قصرك الريفي‏..‏
سوف يزورك القتلي بلا استئذان
وتري الجنود الراحلين
شريط أحزان علي الجدران
يتدفقون من النوافذ‏..‏ من حقول الموت
أفواجا علي الميدان
يتسللون من الحدائق‏..‏ والفنادق
من جحور الأرض كالطوفان
وتري بقاياهم بكل مكان
ستدور وحدك في جنون
تسأل الناس الأمان
أين المفر وكل ما في الأرض حولك
يعلن العصيان ؟‏!‏

الناس‏..‏ والطرقات‏..‏ والشهداء والقتلي
عويل البحر والشطآن
والآن لا جيش‏..‏ ولا بطش‏..‏ ولا سلطان
وتعود تسأل عن رجالك‏:‏ أين راحوا ؟
كيف فر الأهل‏..‏ والأصحاب‏..‏ والجيران ؟
يرتد صوت الموت يجتاح المدينة
لم يعد أحد من الأعوان
هربوا جميعا‏..‏
بعد أن سرقوا المزاد‏..‏ وكان ما قد كان
ستطل خلف الأفق قافلة من الأحزان
حشد الجنود العائدين علي جناح الموت
أسماء بلا عنوان

صور الضحايا والدماء السود‏..‏
تنزف من مآقيهم بكل مكان
أطلال بغداد الحزينة
صرخة امرأة تقاوم خسة السجان
صوت الشهيد علي روابي القدس‏..‏
يقرأ سورة الرحمن
وعلي امتداد الأفق مئذنة بلون الفجر
في شوق تعانق مريم العذراء
يرتفع الأذان
الوافدون أمام بيتك يرفعون رؤوسهم
وتطل أيديهم من الأكفان
مازلت تسأل عن ديانتهم

وأين الشيخ‏..‏ والقديس‏..‏ والرهبان ؟
هذي أياديهم تصافح بعضها
وتعود ترفع راية العصيان
يتظاهر العربي‏..‏ والغربي
والقبطي والبوذي
ضد مجازر الشيطان
حين استوي في الأرض خلق الله
كان العدل صوت الله في الأديان
فتوحدت في كل شيء صورة الإيمان
وأضاءت الدنيا بنور الحق
في التوراة‏..‏ والإنجيل‏..‏ والقرآن
الله جل جلاله‏..‏ في كل شيء
كرم الإنسان

لا فرق في لون‏..‏ ولا دين
ولا لغة‏..‏ ولا أوطان
‏'‏خلق الإنسان علمه البيان‏'‏
الشمس والقمر البديع
علي سماء الحب يلتقيان
العدل والحق المثابر
والضمير‏..‏ هدي لكل زمان
كل الذي في الكون يقرأ
سورة الإنسان‏..‏
يرسم صورة الإنسان‏..‏
فالله وحدنا‏..‏ وفرق بيننا الطغيان

***‏
فاخلع ثيابك وارتحل
وارحل وعارك في يديك
فالأرض كل الأرض ساخطة عليك

لفاروق جويدة ـ عن أهرام اليوم 9/1/2009
‏fgoweda@ahram.org.eg‏

الاثنين، 5 يناير 2009

قصف العقل العربي

الصحافة العربية تنتحر, الصحفيون العرب نسوا ضمائرهم في حفل رأس السنة الدامي وعادوا إلى البيت دون ضمائر, الصحفيون العرب يستيقظون من النوم، يقبلون وجنات أطفالهم الذين يتناولون (الكورن فليكس) قبل أن يقلهم السائق إلى المدرسة وبعد أن يذهب الأولاد، يتفرجون على نشرة الأخبار، يتأملون جثث أطفال فلسطين المتفحمة ثم يذهبون إلى جرائدهم ليكتبوا مقالات تبرر العدوان الإسرائيلي على غزة.
إسرائيل ليست بحاجة إلى مبررات كي ترتكب مجازرها فهي ترتكب المجازر منذ ستين عاما قبل أن توجد حركة حماس , و حماس ليست كتيبة في الحرس الثوري الإيراني بل هي حركة سياسية عربية مهما اختلفنا معها , والمقاومة الفلسطينية ليست إرهابا بل هي حق مشروع لشعب يعاني من الاحتلال الظالم, وإسماعيل هنية ليس عضوا في تنظيم القاعدة بل هو سياسي وصل إلى مكانه هذا عبر الانتخابات ثم اختلف مع الرئيس محمود عباس، وهذا أمر شائع في العمل السياسي, والشعوب العربية الغاضبة من جرائم إسرائيل في غزة ليست شعوبا غوغائية متخلفة, وصواريخ القسام ليست مفرقعات أطفال بل هي ( ما استطعتم من قوة ) , و ضحايا القصف الإسرائيلي المتوحش ليسوا( قتلى) في حادث سير بل شهداء و(أحياء عند ربهم يرزقون).
صحيح أن عملية حرق علم إسرائيل لا يمكن أن تنقذ الشعب الفلسطيني المغدور ولكن هذا السلوك الغاضب لا يعد جريمة تستحق أن يتوقف عندها الكتاب العرب طويلا فالجريمة الحقيقية هي ما تفعله الطائرات الإسرائيلية بحق أهلنا في فلسطين ,صحيح أن كل عربي يشعر بالحزن العميق بسبب الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، وأن هذا الانقسام يضعف الفلسطينيين كثيرا، ولكن انقسام الفلسطينيين ليس السبب الحقيقي للعدوان، فإسرائيل لا تفرق في بطشها بين حماس وفتح مثلما لم تفرق بين ياسر عرفات مؤسس فتح وأحمد ياسين مؤسس حماس .
الكثير من الإعلاميين العرب وقعوا في الفخ الإسرائيلي, أعجبتهم إطلالة ليفني الماكرة وتخيلوا أن إسرائيل ذات التنورة القصيرة تختلف عن إسرائيل التي ترتدي زيا عسكريا خاكي اللون, شعروا أن الصواريخ التي تطلقها حماس على المستوطنات غير الشرعية أمر سيىء إلى صورة العرب في مقاهي تل أبيب , فامتشقوا أقلامهم وبدأوا يوجهون اللوم إلى الفلسطينيين والى الشارع العربي الغاضب ويتجاهلون وحشية العدو.
ما يكتبه الصحفيون العرب هذه الأيام يخجل من كتابته صحفيو السويد وكولمبيا وأستراليا , إنهم يروجون لفكرة خطيرة يمكن تلخيصها بأن أي شعور بالغضب من القصف الإسرائيلي هو شعور ينبعث من عقل ديناصوري منقرض و أي تأييد للمقاومة هو تحريض على الإرهاب , إنها فكرة تقود القارئ العربي إلى نظرية عجيبة ملخصها أن إسرائيل لا يمكن أن تعتدي على أحد مالم يبدأ هو بالعدوان .. ويا حيف على الصحافة! .
klfhrbe@Gmail.com

السبت، 3 يناير 2009

أخبار شهر زلزول عام 2009

في هذا اليوم الجليل من تاريخ الأمة الإسلامية العظيمة حيث اجتمع قادة دول العالم الإسلامي في مكة المكرمة في قمة لن تتكرر على مدار التاريخ حيث قرروا إعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة مساندتها للكيان الصهيوني في حربه مع دول الطوق مصر و الأردن و سوريا و لبنان و فلسطين. و كانت هذه الحرب قد شبت بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على سكان غزة المدنيين ليقيموا وضعاً فلسطينياً يساعدهم على تسوية القضية طبقاً لما يريدونه و كان ممن ساعدهم في عدوانهم الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس حتى يساعدوه على إعادة سلطته إلى قطاع غزة و لكن ما حدث بعد زيارة وفد مجلس علماء المسلمين إلى الرؤساء المسلمين و لما ذكروهم بالله و الحساب و المسئولية الملقاة على أعناقهم و لما استيقظ ضميرهم قرروا دعم دول الطوق في إعلان حربها على الكيان الصهيوني و استمرار الحرب حتى إنهاء العدوان و فرض واقع عربي فلسطيني عادل.

و كان هذا القرار نتيجة مساندة دول الغرب للكيان و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية. بما أمدته إياها من عتاد و عدة و رجال من يهود أمريكا للاشتراك في الحرب مع الكيان و منعهم إعادة أموال العرب التي استثمروها في الاقتصاد الغربي و التي اعتبرها أصحابها أمولاً ربوية لم يرد الله أن تستخدم في الجهاد ضد اليهود.

و في هذه الأثناء قررت أيضاً دولاً إسلامية أن تتحرك من ناحيتها للمساعدة في حصار العدو من إغلاق المضايق البحرية مثل غلق مضيق باب المندب من قبل الصوماليين و اليمنيين و غلق مضيق جبل طارق من قبل مجموعات من البحارة الجزائريين و المغاربة و إغلاق مضيق هرمز من قبل بحارة من المسلمين من دول شرق آسيا و الخليج العربي.

و كانت الدول الإسلامية في خطوة موازية قد هددت بالانسحاب من المنظمات الدولية إذا ما استمرت في انحيازها للعدو الصهيوني. و في هذه الأثناء تتبادر أخبار عن قرب اجتماع وزراء الاقتصاد و المالية المسلمين لبحث كيفية العمل على محاصرة العدو اقتصادياً هو و من يعاونه في عدوانه.

و سنوافيكم بالأخبار تباعاً حال ورودها.

الحاكم بأمر الله المباركي

لما كانت بداية الحروب الصليبية على الشرق الإسلامي و فشلت الحملة الأولى على يد المسلمين و نجحت الثانية و احتلت بلاداً ظلت مئات السنين إسلامية, و منها مدينة طرابلس اللبنانية الآن. و حينها استنجد سكان طرابلس بحاكم مصر آن ذاك من العبيديين – الفاطميين – و هو الحاكم بأمر الله الفاطمي و كان رده عجيباً جداً لم نشهده في التاريخ الإسلامي قبلها أو بعدها إذ طلب منهم في الرد على طلب المساعدة أنهم في طرابلس عندهم جارية جميلة جداً و يرجو منهم أن يرسلوها له على سبيل الهدية و تجاهل طلبهم بالمرة و هو العبيدي – و انتم تعلمون ما هم العبيديين – حاكم اكبر دولة إسلامية قوة آن ذاك.

و الآن فالحاكم بأمر الله المباركي حاكم أكبر دولة إسلامية عربية سياسياً و إعلاميا و ممكن عسكرياً أيضا استنجد به إخوانه المسلمين في غزة لينجدهم من اليهود و عدوانهم عليهم و محاصرتهم لهم – و هو المشترك معهم في الحصار من البداية – كان رده أعجب من الحاكم بأمر الله الفاطمي. إذ حملهم عواقب مقاومتهم للمحتل المغتصب أرضهم و مقدسات المسلمين و أنه كيف كان يقرأ الواقع و المستقبل و علمه بالهجوم بسبب علاقته بأصدقائه اليهود و لكنهم لم يطالبوه بالتحرك العسكري فهم كفيلين باليهود بل طالبوه بفتح المعبر بينهم و بين العالم ليدخلوا المعونات – و ليس السلاح – و لكنه في موقف أغرب من الخيال إذ رد بأنه ملتزم باتفاقية مع اليهود و لابد لليهود من التفتيش على ما يدخل للمسلمين في غزة. و يا ليت الحاكم بأمر الله الفاطمي كان حاضراً لحاربه على قولته و فعلته هذه.