ShareThis

السبت، 3 يناير 2009

الحاكم بأمر الله المباركي

لما كانت بداية الحروب الصليبية على الشرق الإسلامي و فشلت الحملة الأولى على يد المسلمين و نجحت الثانية و احتلت بلاداً ظلت مئات السنين إسلامية, و منها مدينة طرابلس اللبنانية الآن. و حينها استنجد سكان طرابلس بحاكم مصر آن ذاك من العبيديين – الفاطميين – و هو الحاكم بأمر الله الفاطمي و كان رده عجيباً جداً لم نشهده في التاريخ الإسلامي قبلها أو بعدها إذ طلب منهم في الرد على طلب المساعدة أنهم في طرابلس عندهم جارية جميلة جداً و يرجو منهم أن يرسلوها له على سبيل الهدية و تجاهل طلبهم بالمرة و هو العبيدي – و انتم تعلمون ما هم العبيديين – حاكم اكبر دولة إسلامية قوة آن ذاك.

و الآن فالحاكم بأمر الله المباركي حاكم أكبر دولة إسلامية عربية سياسياً و إعلاميا و ممكن عسكرياً أيضا استنجد به إخوانه المسلمين في غزة لينجدهم من اليهود و عدوانهم عليهم و محاصرتهم لهم – و هو المشترك معهم في الحصار من البداية – كان رده أعجب من الحاكم بأمر الله الفاطمي. إذ حملهم عواقب مقاومتهم للمحتل المغتصب أرضهم و مقدسات المسلمين و أنه كيف كان يقرأ الواقع و المستقبل و علمه بالهجوم بسبب علاقته بأصدقائه اليهود و لكنهم لم يطالبوه بالتحرك العسكري فهم كفيلين باليهود بل طالبوه بفتح المعبر بينهم و بين العالم ليدخلوا المعونات – و ليس السلاح – و لكنه في موقف أغرب من الخيال إذ رد بأنه ملتزم باتفاقية مع اليهود و لابد لليهود من التفتيش على ما يدخل للمسلمين في غزة. و يا ليت الحاكم بأمر الله الفاطمي كان حاضراً لحاربه على قولته و فعلته هذه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق