ShareThis

الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

حماس و مجلس الشعب المصري

لماذا كل هذه الكراهية الدفينة و الذي ظهرت مؤخراً من النظام المصري لحركة حماس المقاومة للصهاينة في فلسطين؟!!!!

سؤال حاولت أن أجيب عنه حتى نفهم سكوت النظام المصري عن مجازر اليهود في فلسطين و أول ما خطر ببالي هو الرجوع إلى العام 2005 و خاصة في بداية العام حين جرت انتخابات اتحاد الطلبة في جامعات فلسطين و يومها اكتسحت حماس الانتخابات بنسبة عالية مما مهد الأجواء إلى فوز آخر في انتخابات البلدية التي اشتركت فيها حماس أول مرة لها في الانتخابات البلدية – لأنها كانت تعارض أي مشاركة تقوم على اتفاقيات التسوية مع الصهاينة – و كانت مفاجأة لكل المتابعين للشأن الفلسطيني الداخلي حيث ظن البعض أن من أتي على دبابات التسوية سوف يكون له المساندة الشعبية مهما تنازل عن مقدرات الفلسطينيين و الأمة الإسلامية.

هذا عن الجانب الفلسطيني أما على الجانب المصري فكانت النخبة و الشعب المصري مشغول بالتغييرات الدستورية التي أجازت انتخاب الرئيس من أكثر من مرشح و إلغاء نظام الاستفتاء في انتخاب الرئيس كما كان معمول به من قبل في دستور 1971 و تم تغيير الدستور في أيام . و كانت هذه السنة هي سنة الضغط الأمريكي الرهيب على النظام المصري حين تبنت إدارة بوش – المضروب بالأحذية – في نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط كما وعدت حين احتلت العراق, فأضطر النظام المصري إلى إجراء انتخابات مصرية يشوبها النزاهة حيث تمت على مراحل ثلاث و كانت المراحل الثلاث على ثلاث درجات من الحرية حيث كانت أول مرحلة نزيهة إلى ابعد حد حيث كانت المرة الأولى التي يضرب فيها جنود للشرطة في مركز انتخابي و لم ترد الجنود عليهم بالمثل على الأقل و المرحلة الثانية كانت في بدايتها شبه نزيهة ثم تحولت لعدوان من الأمن على الناخبين منعاً و ضرباً حتى يضمنوا فوز المرشحين التابعين للحزب الحاكم, و جاءت الثالثة لتعبر عن وجه النظام الحقيقي في رغبته في إعطاء المقاعد لمن يريده هو.

كل هذا بسبب دخول جماعة الإخوان المسلمين ب 145 مرشح في هذه الانتخابات و فوز ما يقرب من 40 في المرحلة الأولي ثم تحقيق 88 فوز رغم ما شهدته الانتخابات من تجاوزات مفضوحة.

كل هذا من وجهة نظر النظام بسبب حماس حيث اعتبر أن فوزها في الانتخابات البلدية و التشريعية في فلسطين كلها...ضفة و قطاع مما زاد من التفاف الشعب المصري حول الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب المصري و انتزع من زبانية النظام ال 88 مقعداً حتى انه ساند مرشحين من أحزاب المعارضة ضد مرشحين من الأخوان و لم يفلح أيضاً.

و انتظر النظام الفرصة للانتقام من الإخوان و حماس, فكان له ما أراد مع الإخوان مستغلاً ما قام به طلبة جامعة الأزهر من مظاهرات فتم تلفيق تهمة غسيل أموال لقيادات من الإخوان في محاكمات عسكرية معروفة الأحكام مقدماً.

أما حماس فكانت الفرصة سانحة حين رفضت الحركة المشاركة في الحوار الفلسطيني بسبب ضغط النظام المصري و فتح على فرض شروط قبل بداية الحوار و إعلانها الانسحاب من الحوار و من خلال تصريحات النظام و مشاوراته مع سلطة أوسلو و الكيان الصهيوني و مرر إليهم رغبته في معاقبة حماس مما برر سكوته على المجازر الصهيونية ضد الفلسطينيين في غزة و عدم رغبته في عقد قمة عربية – عديمة الفائدة – أو القيام بخطوة سياسية تظهر رفضه لما يقوم به الكيان من مجازر و هذا ما وضح منذ البادية من تصريحات للنظام المصري عن تحذيره لحماس و اكتمل بتصريحات رئيس النظام من عدم فتح معبر رفح إلا حين رجوع السلطة الفلسطينية إلى غزة.

الخديوي مبارك

كانت دراسة التاريخ لنا في المرحلة الاعدادية عبارة عن دراسة التاريخ القديم ( فرعوني, يوناني و روماني ) في العام الأول من المرحلة ثمدراسة التاريخ الأوسط ( الاسلامي ) في العام الثاني من المرحلة الاعدادية ثم تليها مرحلة دراسة التاريخ الحديث في العام الثالث من المرحلةو الذي يبدأ بالحملة الفرنسية على مصر.

و بعدها قيام دولة محمد على باشا و الثورة الحضارية التي قام بها و من خلفه من الحكام و الذين اختلفت اسمائهم من والي, خديوي, سلطانثم ملك. و كان من بينهم الخديوي اسماعيل و الذي على يديه بدأ التدخل الاجنبي الاستعماري في شؤون مصر الداخلية حين أراد هذا الحاكمأن يتباهى أمام العالم و خاصة دول و ملوك اوربا بافتتاح قناة السويس ذلك الممر البحري العالمي الهام و ما جره على البلاد من ديون أدتالى تدخل الدائنين في شؤون مصر الداخلية و خاصة وزارتي المالية و الاقتصاد و كانواأي الوزيرينمن الاجانب الاوربيين.

الى هنا و الحديث عن الخديوي اسماعيل و حديثاً ظهر الخديوي مبارك ليطلب هو بنفسة تدخل الاوربيين في شؤون مصر الدولية بقوله بعدمفتح معبر رفح البري للمساعدة في انقاذ الشعب المسلم في غزة من الموت جوعاً و مرضاً. أليس هذا رغبة من الحاكم نفسه في التدخل.

وللعلم فإن مصر لم تكن طرفاً في اتفاقية المعبر و التي وقعت بين سلطة أوسلو و الصهاينة و الاوربيين و امريكا.

و يا ليت الخديوي اسماعيل كان حياً لأني أظنه سينعت مبارك بالخيانة العظمي لأنه يريد أن يجعل للأجانب سلطة و ولاية على المعابرالمصرية.

أو كما يقال ..

رب يوم بكيت فيه ... فلما انقضي بكيت عليه.