ShareThis

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

جنود مصر و نصرة المسلمين

لعل الذي نراه في غزة من قصف و قتل و هدم للمنازل لهو مدعاة للتفكر قليلاً في التاريخ الاسلامي. لأن قراءة التاريخ هي الطريقة التي نستشرق منها خطوات المستقبل, و ما دعاني للكتابة هو ما استرعى انتباهي من حقائق التاريخ فيما يخص العلاقة بين جنود مصر- و دخولها في حلبة الصراع بين الحق و الباطل - و بين نصرة المسلمين.

و تعالوا نستعرض معاً الاحداث التي مرت بها مصر في التاريخ و التي اشتركت فيها بالجنود و الرجال بعد الفتح الاسلامي لمصر.

و أول ما يطالعنا من صفحات التاريخ الاسلامي هي معركة ذات الصواري و فيها خرج اول اسطول اسلامي من الاسكندرية المصرية و سوريا كتب الله للمسلمين النصر في هذه المعركة و كانت اول اشتراك للمصريين حديثي عهد بالاسلام في معركة جهادية ضد الروم.

ثم يعرج بنا التاريخ على حقبة الحروب الصليبية و كيف أن المصريين بقيادة صلاح الدين الأيوبي أذاقوا الصليبيين مذاق الهزيمة بعد ان أتى ملوك اوروبا راغبين في تحرير باقي الاراضي المقدسة من المسلمين – كما زعموا – و كان النصر من عند الله لما دخل الجنود المصريين في الصراع بين الحق و الباطل.

لما حاول الصليبيين محاولة غزو مصر من ناحية البحر حين حاولوا دخول مصر و احتلالها من دمياط و حينها تمت معركة المنصورة الشهيرة في التاريخ الاسلامي و التي اسر فيها ملك فرنسا لويس التاسع في المنصورة و كيف تم النصر من عند الله على ايدي المصريين.

و بعدها ببضع سنين أجري الله النصر على أيديهم في معركة عين جالوت حين أنتصر المسلمون على التتار و أبيد الجيش التتري عن بكرة أبيه في هذه المعركة و لم يستطع هولاكو أن يكمل مخططه التدميري في بقية العالم بفضل الله ثم بفضل تدخل المصريين مرة أخري في صف الحق ضد الباطل.

ثم نقلب صفحات التاريخ الاسلامي فنجد عودة المصريين الى حرب الصليبيين الموجودين في الامارات الصليبية في الشام و فلسطين و كيف أخرجهم المصريين من آخر معاقلهم في عكا في أثناء حكم المماليك, و ما فعله المماليك من مواجهة موجة الغزو الصليبي عي يد الاسبان حين ارادوا استعمار الدول الاسلامية و محاربة اقتصادها بتحكمها في طرق التجارة العالمية و ما كان اكتشاف طرق رأس الرجاء الصالح الا لرغبة الاوربيين في ايجاد طرق اخرى لا يتحكم فيها المسلمين غير البحر المتوسط و طريق التجارة القديم بين أسيا و أوربا عبر الاناضول و الشام و وسط أسيا المسلمين.

و حين حكم المسلمين الاتراك أثناء عهد الخلافة العثمانية و كيف بدا يدب الضعف فيها – وليس هذا هو السبب الوحيد - لما حاولت فقط الاعتماد على العنصر التركي كجنود و قواد اساسيين للجيوش الاسلامية في مواجهة اوربا و ما فعله هؤلاء الجنود من اضعاف للدولة – بعد أن كانوا سبب قوتها – بسبب عدم طاعتهم للقواد. و لما جاء محمد على حاكماً على مصر و ما قام به من اخضاع ثورة اليونانيين بعد أن عجزت الجيوش العثمانية عن اخمادها. و لما رأت اوربا ذلك كيف دمرت السطول المصري و التركي في معركة نوارين البحرية.

و ابتعد المصريين عن الحلبة فاحتلت الدول الاسلامية و منها مصر و ما كانت لتحتل لولا سوء الحكم فيها و مرة اخري لما دخل الجنود المصريون حلبة الصراع وجدناه مقلوباً في العاشر من رمضان و لولا رعونة النظام المصري و عدم استغلاله لما كنا نرى ما يحدث الآن في غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق