جائت هذه الآيه في حديت بنت شعيب الى ابيها عن نبي الله موسى بعد أن سقى لهم دوابهم بعدما كانوا لا يستطيعون ذلك و اردت هذه البنت الفطنة الذكية أن يكون هذا الرجل أجيراً يستعمله أبوها في بعض أعماله. و لتبين أي الأوجه التي يستطيع والدها أن يختار على اساها من يستعمله أختارت صفتين فقط هما القوة و الأمانة.
و لنحلل معاً السببين الذين دعوا البنت للطلب من أبيها استعمال سيدنا موسى, و هما القدرة و الأمانة.
القدرة تعني مقدرة الشخص على القيام بالعمل المناط به تنفيذه, مثل المدرس و قدرته على التدريس للطلبة و كم المادة العلمية عنده التي يستطيع اعطائها للطلبة و غيره من الامكانيات المفروض تواجدها في المدرس.
و الأمانة تعني مراقبة العامل ربه في عمله و لنستمر في مثال المدرس فلنفترض أن مدرساً حاز من القدرات الكثير و لكنه في غيبة من ضميره في عمله, فلا أظنه سيعطي الطالب ما ينفعه من علم و خبرة و تربية بل سيبخل عليهم في كل شيء.
هذا مثال صغير لطريقة اختيار العمال – و اقصد بها من الغفير للوزير - فعندما يريد الرئيس – اي كانت درجته – ان يستعمل احداً عنده فهذين السببين هما أفضل المقاييس للإختيار و هما القدرة و الأمانة .
لا أن نجد لواءاً في الجيش يدير مصنعاً للحديد و ليس عنه خبرة بالحديد الا انها تصنع منه المعدات الحربية فقط, و ليس عنده علم بالادارة أو طرق الصناعة او غيرها ممن يعلمه المتخصصين في انتاج المعادن الثقيلة. فتجده يتخبط في الادارة و يضطر الى الاعتماد على أهل الثقة داخل المصنع أو الشركة و ليس على أهل الخبرة مما يؤدي الى وضع أشخاص غير مؤهلين – من أهل الثقة – مكان أشخاص مؤهلين – من أهل الخبرة. و تجد الشللية و التحزب و المكائد و تصيد الاخطاء بدلاً من حلها و تنهار الادارة و يخسر المصنع و يتم بيعه في عملية خصخصة لأنه يخسر ولا يربح. و السبب هي في الادارة و ليس في المصنع, فلو أعطي المصنع من البداية الى أحد المتخصصين في هذا المجال من البداية ستجده يتطور ولا يخسر و ستجده يفتح افرعاً جديدة ليستوعب العماله الزيادة المدربة عنده.
هكذا اظنها تدار الحكومات التي تقوم على المؤسسات. و قد قرأت أن أحد الدول كان لها جاسوس عند دولة اخرى مهمته تتلخلص في أنه اذا عرض عليه عدة اشخاص لمنصب أو وظيفة ما أن يختار أسوأهم لشغل المنصب و هذا كان في نظرهم كاف للفت في عضد هذه الدولة.
فأنت عندما تجد الشخص الغير مناسب فتوقع الكوارث و المصائب و الحرائق و غيره من التبعات التي تتبع وضع الشخص الغير مناسب في المكان المناسب.
و هذا ما دعى النبي – صلى الله عليه و سلم – الى اخبارنا أن من علامات الساعة أن يوسد الأمر الى غير اهله.
فيا ليت قومي يتعلمون من القرآن ما ينفع دينهم و دنياهم كما قال – صلى الله عليه و سلم – من أراد الدنيا فعليه بالقرآن و من أراد الأخرة فعليه بالقرآن و من أرادهما معاً فعليه بالقرآن أو كما قال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق