ShareThis

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

ان خير من استأجرت ... القوي الأمين

جائت هذه الآيه في حديت بنت شعيب الى ابيها عن نبي الله موسى بعد أن سقى لهم دوابهم بعدما كانوا لا يستطيعون ذلك و اردت هذه البنت الفطنة الذكية أن يكون هذا الرجل أجيراً يستعمله أبوها في بعض أعماله. و لتبين أي الأوجه التي يستطيع والدها أن يختار على اساها من يستعمله أختارت صفتين فقط هما القوة و الأمانة.

و لنحلل معاً السببين الذين دعوا البنت للطلب من أبيها استعمال سيدنا موسى, و هما القدرة و الأمانة.

القدرة تعني مقدرة الشخص على القيام بالعمل المناط به تنفيذه, مثل المدرس و قدرته على التدريس للطلبة و كم المادة العلمية عنده التي يستطيع اعطائها للطلبة و غيره من الامكانيات المفروض تواجدها في المدرس.

و الأمانة تعني مراقبة العامل ربه في عمله و لنستمر في مثال المدرس فلنفترض أن مدرساً حاز من القدرات الكثير و لكنه في غيبة من ضميره في عمله, فلا أظنه سيعطي الطالب ما ينفعه من علم و خبرة و تربية بل سيبخل عليهم في كل شيء.

هذا مثال صغير لطريقة اختيار العمال – و اقصد بها من الغفير للوزير - فعندما يريد الرئيس – اي كانت درجته – ان يستعمل احداً عنده فهذين السببين هما أفضل المقاييس للإختيار و هما القدرة و الأمانة .

لا أن نجد لواءاً في الجيش يدير مصنعاً للحديد و ليس عنه خبرة بالحديد الا انها تصنع منه المعدات الحربية فقط, و ليس عنده علم بالادارة أو طرق الصناعة او غيرها ممن يعلمه المتخصصين في انتاج المعادن الثقيلة. فتجده يتخبط في الادارة و يضطر الى الاعتماد على أهل الثقة داخل المصنع أو الشركة و ليس على أهل الخبرة مما يؤدي الى وضع أشخاص غير مؤهلين – من أهل الثقة – مكان أشخاص مؤهلين – من أهل الخبرة. و تجد الشللية و التحزب و المكائد و تصيد الاخطاء بدلاً من حلها و تنهار الادارة و يخسر المصنع و يتم بيعه في عملية خصخصة لأنه يخسر ولا يربح. و السبب هي في الادارة و ليس في المصنع, فلو أعطي المصنع من البداية الى أحد المتخصصين في هذا المجال من البداية ستجده يتطور ولا يخسر و ستجده يفتح افرعاً جديدة ليستوعب العماله الزيادة المدربة عنده.

هكذا اظنها تدار الحكومات التي تقوم على المؤسسات. و قد قرأت أن أحد الدول كان لها جاسوس عند دولة اخرى مهمته تتلخلص في أنه اذا عرض عليه عدة اشخاص لمنصب أو وظيفة ما أن يختار أسوأهم لشغل المنصب و هذا كان في نظرهم كاف للفت في عضد هذه الدولة.

فأنت عندما تجد الشخص الغير مناسب فتوقع الكوارث و المصائب و الحرائق و غيره من التبعات التي تتبع وضع الشخص الغير مناسب في المكان المناسب.

و هذا ما دعى النبي – صلى الله عليه و سلم – الى اخبارنا أن من علامات الساعة أن يوسد الأمر الى غير اهله.

فيا ليت قومي يتعلمون من القرآن ما ينفع دينهم و دنياهم كما قال – صلى الله عليه و سلم – من أراد الدنيا فعليه بالقرآن و من أراد الأخرة فعليه بالقرآن و من أرادهما معاً فعليه بالقرآن أو كما قال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق