ShareThis

الاثنين، 8 يناير 2007

عندما تعثرت الدابة

ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال ( لو تعثرت دابة في العراق لخشيت ان يُسأل عنها عمر لمَ لم يمهد لها الطريق ).
و نحن اليوم نتمني أن نكون في مقام الدابة التي تحدث عنها أمير المؤمنين, فاليوم تسرق أغطية البالوعات من الطرقات و لا يتحدث أحد و عندما يتحدثون نتمني أن يصابوا بالخرس الدائم ...حتى لا نصاب نحن بالجنون. فمنهم مَن عندما سُئل عن الخطوات التي أتخذتها الإدارة المحلية لتتصدي لمثل هذه السرقات قال - لا فض فوه - إننا نعمل على تصنيع 10 آلاف غطاء بالوعة.
و ليته ما قالها...فهو من جهة يعترف بالعجز عن محاولة التصدي لها أو حتى تتبع أسبابها بل هو قد افترض انه قد قضي على الأسباب المؤدية الى مثل هذا العمل الغريب جداً و الذي لم نسمع به على مستوي دول العالم العاشر أو الأدني من ذلك, و كأنه قد قضي على البطالة المنتشرة بين الشباب و التي تقودهم الى مثل هذا العمل الشنيع - و قد وصفته هكذا لأنه مصيبة كبيرة حيث لو سقط أحداً فيها ليس من المرجو ان يخرج منها و لو جثة هامدة -.
أو أنهم يتمنون ذلك حتي يتم إلهاء هذا الشعب عن الفساد المنتشر في البلاد, و يعتبرونها مثل الأفلام الهابطة و الأغاني الخليعة و المباريات المضيعة للوقت حتي لا يتحدث الناس عن حقوقهم المسلوبة من قبل قلة تظهر في الصورة و من من ورائهم الكبار.
و من ناحية أخري فهو دليل على فقدان الأمن في الشارع المصري فلو أن هناك تواجد أمني معقول و لا أقول كثيف لما حدث هذا الأمر. فأجهزة الأمن توجه جُل اهتمامها بالأمن السياسي و ليس أمن المواطنين أو سلامتهم, و مثلها مثل غيرها من دوائر الحكم في الدولة و قد سمعت من احد الأصدقاء عن جارٍ له أراد أن يفتتح مشروعاً صغيراً - بعد ان تم بيع المصانع و الشركات الحكومية - و يا ليته ما عمله, فقد انهالت عليه اجهزة الدولة جمعاء من ضرائب و تأمينات و بلديات و بيئة... و ألخ. يطلبون منه تصاريح و موافقات و تأشيرات و إمضاءات و عندما بدأ المسيرة الجهادية تلك بدأيسمع - فتح عينك و شخشخ جيبك - أي طلبات للرشاوي علناً و بدون أي تحرج و كانها حق مكتسب من حقوق هؤلاء... صغاراً كانوا أو كبار.و في المقابل عندما يشتري أحد المستثمرين الأجانب أحد الشركات - و التي برخص التراب - يتم تسهيل المعملات له م يعفى من الضرائب لعشر سنوات قادمة - يكون فيها قد استهلك المكان و في نهاية المدة يكون قد باع المكان و استفاد من ارضيته و الله في عون هؤلاء العمال الذين سمعوا من النظام الا مساس بحقوق العمال و إذا به يتركهم لهؤلاء المستثمرين.
فهل لنا من فاروق أخر يرجع لهؤلاء الدواب - أقصد الشعب - حتى لا يتعثروا.
ملحوظة: كلمة دواب ليست أهانة بل هي لفظة من القرآن قال تعالى(( و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق